كما الحال لجميع أطفال العالم فإن جائحة كوفيد-19 القت بظلالها الثقيلة على أطفال الأردن، وكانت أثارها السلبية أشد ضراوة على الأطفال من الأسر الأكثر ضعفا وهشاشة.
ورغم أن الأطفال أقل تأثرا بالاثار الصحية وأعراض الاصابة بالمرض، لكن الجائحة غيرت الكثير في حياة الأطفال، ففي مجال التعليم اعلن في آذار 2020 عن اغلاق المدارس والتوجه نحو التعلم عن بعد، وهو الذي لم يكن متاحا للجميع.
وبحسب دراسة اجرتها اليونيسف حول الصعوبات التي تواجه الأطفال والشباب في الأردن خلال جائحة (كوفيد-19) على فئات الاطفال والشباب الاكثر ضعفا كشفت جائحة (كوفيد-19) عن وجود فجوة في الوصول الى التقنيات الرقمية تواجه الأطفال من العائلات الأشد فقرا، مما يستوجب تظافر الجهود المبذولة لضماناستدراك ما فاتهم ومواصلتهم لتعليمهم. حيث أن 25% من العائلات لم يتمكن أطفالها من الوصول إلى منصات التعليم الوطنية الرسمية عبر الإنترنت والاستفادة منها أثناء حظر التجول، وتمكنت 31% من العائلات فقط من الحصول على خدمة الإنترنت المنزلي.
أما في مجال تعرض الاطفال للعنف، فقد حذرت عدة دراسات محلية من ارتفاع نسب العنف ضد الاطفال خلال فترة الجائحة، كما أظهرت النتائج في دراسة اليونيسف الى زيادة الضغوطات على الأهالي في فترة حظر التجول وزيادة في مستويات العنف ضد الأطفال في منازلهم. ذكر أكثر من ثلثي الآباء والأمهات عن صعوبات في التعامل مع أطفالهم أثناء حظر التجول، كما أفاد 56% منهم أنهم لجأوا إلى استخدام اساليب التعنيف النفسي ضد أطفالهم أثناء حظر التجول، وبالمقابل لجأ أكثر من ثُلث الآباء والأمهات إلى استخدام العنف الجسدي.
وفي الجانب الصحي، بينت الدراسة أن نحو 17% من الاطفال دون سن الخامسة لم يتلقوا اللقاحات الاساسية، في23% من الأطفال المرضى خلال جائحة (كوفيد-19) لم يحصلوا على الرعاية الطبية اللازمة، وذلك يعزى بقدر كبير إلى الخوف من انتقال الفيروس وعدم توفر القدرة المادية للعلاج.
الدراسة كذلك اظهرت الأثر السلبي للجائحة على فئات الاطفال من الاسر الاكثر ضعفا وهشاشة، حيث تعلطت اعمال 68% من اسر هؤلاء الاطفال فيما نام 28% من الاطفال الاكثر ضعفا جياعا خلال ايام الحظرلتنخفض هذه النسبة الى 15% بعد انتهاء الحظر.
وشهدت كذلك معدلات زواج الاطفال ارتفاعا خلال العام 2020 ليصل الى 11.8% بارتفاع اكثر من 700 حالة من العام 2019، ورغم عدم ظهور اي احصائيات جديدة حول علم الاطفال لكن خبراء رجحوا كذلك ان تكون قد ساهمت الجائحة في رفع نسبة عمل الاطفال، خصوصا مع دللت عليه الدراسة من ان 8 من كل 10 اسر من الفئات الاكثر هشاشة لجأت لسبل تكيف سلبية مع أزمة جائحة كوفيد.